استفد من شهر رمضان المبارك إلى أقصى حد

قد تتفاجأ بمعرفة أن شهر رمضان المبارك لا يقتصر فقط على الصوم. في هذه المقالة، نسلط الضوء على أهم الدروس المستفادة من الشهر الكريم.

يعكف المسلمون في جميع أنحاء العالم في هذا التوقيت من العام على الصلاة والتأمل والصدقة والالتزام، كما يمتنعون أيضًا عن جميع الملذات التي يتمتعون بها يوميًا من مأكل ومشرب.

يُعد شهر رمضان المبارك أكثر الشهور قداسة في التقويم الإسلامي ويتميز بطابع خاص لأسباب عدة من أبرزها أن شهر رمضان المبارك هو أفضل وقت في العام للتقرب إلى الله والاستغفار والاستفادة من هذه التجربة الروحية. وكشخصٍ احتفل وصام رمضان معظم فترات حياته، يُمكنني أن أخبركم أن الصيام مفيد للغاية.

أتذكر جيدًا التحديات التي واجهتها في الصيام في بلد غير مسلم، إذ يواصلون العمل على النحوٍ المعتاد ولساعات طويلةً للغاية. لكن مع انتقالي للعيش في دولة الإمارات قبل أكثر من ثماني سنوات، أعتبر نفسي من المحظوظين وأحرص على الاستفادة من شهر رمضان استفادةً كاملةً أثناء تواجدي في دولة الإمارات، حيث يمكنني الشعور بروحانيات هذا الشهر الكريم في كل مكان من حولي. كما أننا نقضي ساعات عمل أقل وفي بيئة عمل مريحة قليلًا، وبذلك وجدت التوازن الفعلي الذي أحتاجه للتركيز على الصلاة والتأمل وهذا بدوره قد ساعدني على تعلم المزيد من الدروس القيّمة، وسأسرد لكم في هذه المقالة بعض هذه الدروس المستفادة.

التأمل والالتزام

أحرص في الأيام العادية على شرب كوب القهوة صباحًا، أو الالتزام بمواعيد العمل المُحددة أو إعداد خطط لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. ويُعد شهر رمضان المبارك الوقت المناسب لكسر روتين الحياة المعتاد وإعادة ترتيب أولوياتي من خلال التركيز بشكلٍ أكبر على تطوير الذات والمشاعر الروحانية بدلًا من الاهتمام بالأمور المادية.

عادةً ما تتسم بداية الشهر المبارك بأنها الفترة الأكثر صعوبةً، نظرًا للتغييرات الهائلة التي يتعرض لها كل من عقلك وجسمك على حدٍ سواء. وفي ذلك الوقت، قد تواجه صعوبة في التركيز وقد تشعر أيضًا بضعف عام في الجسم. ولحسن الحظ، يتحسن الوضع بمرور الأيام، ويبدأ عقلك وجسمك بالتعود على نظام الصيام، ويمكنك تحويل تركيزك تدريجيًا نحو الشعور الداخلي، والبدء في التفكير في العادات التي لا تساعدك على ممارسة حياتك بنشاطٍ، فضلًا عن اتخاذ الخطوات اللازمة لاكتساب بعض الصفات النبيلة.

نصائح مفيدة: تخلص من الأفكار السلبية وحاول بدلًا من ذلك أن تظل إيجابيًا لأن ذلك يساعدك على التفكير في الأمور المهمة حقًا. كلما حاربت نفسك لعدم الاستسلام لمشاعرك ورغباتك، زادت قوتك بمرور الوقت. والآن بعد أن أصبحت أكثر وعيًا بمدى تأثير كلماتك وأفعالك على مشاعر الآخرين، فينبغي أن تفكر مليًا قبل التحدث (أو التغريد على تويتر).

الصبر والرحمة

يُعرف شهر رمضان المبارك بين المسلمين بأنه شهر الصبر لعدة أسبابٍ. فالصوم، مهما بلغت صعوبته، من أفضل السبل لاكتساب فضيلة الصبر لأنه يُساعد المرء على ضبط النفس والابتعاد عن المغريات اليومية.

يُعد الإحسان من الفضائل المهمة الأخرى التي يكتسبها الإنسان خلال الشهر الكريم ويجب على الجميع أن يتحلوا بهذه الفضيلة في حياتهم، لاسيما في شهر رمضان المبارك الذي يسعى فيه المسلمون للقيام بالمزيد من الأعمال الصالحة وإظهار الإحسان والتسامح تجاه الآخرين. فعندما يُدرك المرء ويعي تمامًا صراعاته الداخلية وعواطفه، يُصبح من السهل عليه أن يتعامل بلطفٍ وإحسانٍ مع الأشخاص المحيطين به.

نصائح مفيدة: استثمر رمضان كبرنامجٍ تدريبي على الصبر. من المحتمل أن تكون الأيام القليلة الأولى صعبةً، لذا حاول تحديد الأوقات التي قد تميل فيها إلى فقدان صبرك وتكيف مع ذلك محاولًا أن تتغلب على هذه الأوقات. ابدأ يومك بعبارة "رمضان كريم" أو اعرض المساعدة على أي شخص محتاج. يبقى أثر الأعمال الطيبة عالقًا في الأذهان مهما صغرت، وهذا في حد ذاته سيجعلك تشعر بتحسن نفسي كلما تذكرتها.

الصدقات والتبرعات

تُشجع تعاليم شهر رمضان الكريم على الإيثار ونكران الذات وتنمي في نفوسنا صفات مثل العطاء والصدقة للمحتاجين، وذلك بعيدًا عن قرارات السنة الجديدة، التي عادةً ما تُركز على الذات وتكون مؤقتة في طبيعتها. ونلاحظ في ذلك الوقت بالتحديد زيادة في التبرعات الخيرية ربما لأن الصدقات أو الزكاة، كونها أحد أركان الإسلام الخمسة، فريضةً على كل مسلم في نهاية الشهر الكريم. وتُقدر الزكاة عادةً بواقع 2.5 في المائة من إجمالي مدخرات الفرد خلال العام المنصرم.

كشفت دراسة استقصائية أجريت حديثًا أن 66 في المائة من المقيمين في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية يتوقعون أن يتبرعوا أكثر للأعمال الخيرية هذا العام مقارنةً بالعام الماضي، لأنهم يقضون أغلب الوقت في منازلهم من أجل تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي. كما أوضحت الدراسة أن الوافدين من غير المسلمين الذين يعيشون في البلدان المذكورة أعلاه يعبرون عن مدى تأثرهم بقيم العطاء والإحسان، كما يُشارك العديد منهم بالفعل في الفعاليات الخيرية أو التبرعات.

توجد في الإمارات العديد من الجمعيات الخيرية التي يمكنك التبرع لها أو التطوع بوقتك لديها للقيام بأعمال خيرية. وفي الوقت ذاته، يمكن للشركات استغلال هذه الفرصة لتوسيع نطاق جهود المسؤولية الاجتماعية للشركات ومساعدة المحتاجين.

نصائح مفيدة: فكّر في اكتشاف طرق بسيطة يمكن أن تسلكها من أجل مساعدة مجتمعك وتقديم ما هو أفضل. ولا يقتصر ذلك على التبرع بالمال أو الطعام، ربما يمكنك التطوع بوقتك من أجل تحقيق غاية نبيلة.

وأخيرًا، أعقد النية وجهز قائمة بالخطوات التي يمكنك اتخاذها لتصبح أكثر التزامًا ورحمةً وسخاءً. ولا يقتصر الهدف من ذلك على أن تُصبح شخصًا أفضل على مدار الشهر فحسب، بل لمواصلة رحلتك في تطوير الذات لفترة طويلة بعد وداع الشهر المبارك. رمضان كريم.

مقالات ذات صلة

Jun 30, 2021 - الرفاهية
في عالم اليوم سريع الخطى، نجد أنفسنا مضطرين لاتخاذ العديد من القرارات بشكل يومي، بعضها أساسي لكن تأثيره ضئيل - مثل تحديد ما نأكله على الغداء - في حين أن بعض القرارات الأخرى قد تكون مصيرية، وتأثيرها ملموس بدرجة أكبر. في كلتا الحالتين، فإن القدرة على اتخاذ قرارات سريعة ليست مجرد سمات مرغوبة، ولكنها أيضًا وسيلة ضرورية للبقاء على قيد الحياة.
يقول المثل الشهير: حياتك هي عاداتك. يبدو هذا صحيحًا بالتأكيد في عالم اليوم المشتت اجتماعيًا خاصة وأننا مجبرون على الاعتماد على أنفسنا للحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن.
هل أهدافك متسقة؟ لماذا لا يكون لديك بطاقة أداء لمراقبة سير أهدافك؟ كل شخص يضع أهدافًا؛ إنها أكثر الطرق فعالية لإنجاز الأمور. تُعد أهداف الصحة والعافية وأهداف العمل وأهداف العلاقات والأهداف المالية من بين أعلى فئات الأهداف التي يضعها الناس كل عام.
جمانة سعد هي صحفية أمريكية مستقلة وشخصية إعلامية مقيمة في دبي. تكتب عن الأخبار والموضوعات المالية والإعلامية والتكنولوجية.

يعكس المحتوى وجهة نظر مؤلف المقال ولا يعكس بالضرورة آراء سيتي أو موظفيها، ولا نضمن دقة أو كفاية المعلومات الواردة في المقالة باستثناء المعلومات المتعلقة بمنتجات سيتي بنك إن.إيه- الإمارات المشار إليها هنا
من فضلك أخبرنا عن انطباعك

تُطبق شروط وأحكام سيتي بنك. للاطلاع على أحدث الشروط والأحكام ، تفضل بزيارة www.citibank.ae/TnC

الآراء الواردة هنا لا تعبر سوى عن وجهة نظر المؤلفين ولا تمثل بالضرورة وجهات نظر سيتي بنك الإمارات أو تعكسها. لا تشكل المعلومات الواردة في هذا الموقع نصيحة استثمارية أو عرضًا للاستثمار أو تقديم خدمات إدارية وتخضع للتعديل دون إشعار مسبق.

لا يتم تقديم المنتجات والخدمات المذكورة في هذا الموقع للأفراد المقيمين في الاتحاد الأوروبي أو المنطقة الاقتصادية الأوروبية أو سويسرا أو غيرنسي أو جيرسي أو موناكو أو سان مارينو أو الفاتيكان أو جزيرة مان أو المملكة المتحدة. لا يشكل المحتوى المتضمن في هذه الصفحة، ولا ينبغي تفسيره على أنه عرض أو دعوة أو دعوة لشراء أو بيع أي من المنتجات والخدمات المذكورة للأفراد المقيمين في البلدان المذكورة.

2024 citibank.ae