تستقطب دولة الإمارات العربية المتحدة الوافدين الذين يحلمون بنمط حياة أفضل من حياتهم في مواطنهم. يطمح العديد منهم إلى امتلاك منزل كبير وسيارة أو عمل تجاري يمكنه أن يدعمهم لباقي حياتهم. وفي أغلب الحالات، تتحقق أحلامهم. شهدت السنوات القليلة الماضية ارتفاعًا في الطلب على القروض الشخصية في الإمارات العربية المتحدة خاصةً من الوافدين. يلجأ الوافدون من متوسطي الدخل في الطبقة المتوسطة إلى القروض لتلبية احتياجاتهم المالية. يمكن أن يُعزى هذا الاتجاه المالي إلى العديد من العوامل، مثل:-

سهولة التوافر وانخفاض التكاليف

القروض متاحة بسهولة في الإمارات العربية المتحدة. ليس هذا وحسب، بل إن أسعار الفائدة على القرض في الإمارات العربية المتحدة أقل بكثير من معظم الدول. على سبيل المثال، من بين ثمانية مليون وافد في الإمارات العربية المتحدة هناك حوالي 2,8 مليون من الهنود غير المقيمين، وهم يمثلون أكبر جالية للوافدين في الدولة. يُفضل الهنود غير المقيمين اختيار القروض في الإمارات العربية المتحدة ثم الاستثمار لاحقًا في الهند. شهد الربع الثاني من العام تحويلات الهنود غير المقيمين بقيمة 14,64 مليار درهم أو حوالي 35,9 في المائة من إجمالي قيمة التحويلات في الإمارات العربية المتحدة. ويرجع ذلك أساسًا إلى حقيقة أن أسعار الفائدة على القروض الشخصية في الإمارات العربية المتحدة أقل بكثير منها في الهند. تتراوح أسعار الفائدة على القروض الشخصية في الهند بين 16 إلى 18 في المائة، بينما تتراوح في الإمارات العربية المتحدة بين 5 إلى 22 في المائة حسب القرض. وبالتالي، من الناحية المالية، من المنطقي أن تسعي للحصول على قرض في الإمارات العربية المتحدة بدلًا من الهند.

لمواجهة غلاء المعيشة

على مدار السنوات القليلة الماضية في الإمارات العربية المتحدة، أصبح كل شيء أكثر تكلفة من إيجار المنزل وحتى تعليم الأطفال. دفع هذا الارتفاع السريع في التكاليف المعيشية العديد من الوافدين إلى اختيار القروض الشخصية لسد الفجوات المالية لديهم، وذلك لأن الحصول على بعض التمويل الإضافي عن طريق القروض يمكن أن يكون أرخص بكثير من بطاقات الائتمان، نظرًا لأسعار الفائدة المنخفضة. علاوةً على ذلك، مع وجود المزيد من المصارف المنتشرة في السوق لتلبية الطلب المتزايد على المنتجات المرتبطة بالتعليم، يتجه الوافدون بشكل متزايد إلى القروض لدفع رسوم التعليم

فوائد أسعار الصرف

يمكن للوافدين الاستمتاع بعائدات سعر صرف أعلى والاستفادة من قيمة قرض أعلى عندما يختارون الحصول على قرض في الإمارات العربية المتحدة. بالنسبة لأولئك الوافدين الذين يحتاجون إلى تمويل يستخدمونه في الإمارات العربية المتحدة نفسها، فمن المنطقي اختيار القروض في الإمارات العربية المتحدة لأنهم لن يتحملوا أي رسوم تحويل للعملة كما يضمنون أسعار فائدة أفضل.

بينما يبدو الحصول على قرض في الإمارات العربية المتحدة خيارًا مربحًا للوافدين، إلا أن هناك في الواقع العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على مكاسبك. مثلًا، يمكن لتقلبات أسعار صرف العملة أن تقلل من الفروقات المُحققة نتيجة للاختلاف في أسعار الفائدة. بالإضافة إلى ذلك، لدى المصارف الإماراتية معايير أكثر صرامة للوافدين مقارنة بالمقيمين المحليين. قد يواجه الوافدون أيضًا قيودًا من المصارف في مواطنهم للحصول على القروض التي تتطلب أن يكون مقدم الطلب مقيمًا. على الجانب الآخر، يمكن أن تشكل الغرامات المالية المرتفعة على تجاوز أي دفعات مشكلة بالنسبة للوافدين في الإمارات العربية المتحدة الذين يسعون لتغطية نفقاتهم.

الآراء الواردة هنا هي آراء المؤلفين ولا تمثل بالضرورة وجهات نظر سيتي بنك الإمارات العربية المتحدة.