إذا كنت تسعى إلى فتح صفحة مالية جديدة، فلا يكفي أن تلقي نظرة خاطفة على ظروفك الحالية وتسعى لتهدئة الأمور.
يستوجب تحقيق تغيير إيجابي دائم وفعال أن تتبع "قصة المال" منذ بدايتها.
أوضحت سارة نيوكومب، عالمة السلوك ومؤلفة كتاب "Loaded: Money, Psychology, and How to Get Ahead Without Leaving Your Values Behind" أن "بعض الأشياء المتعلقة بإدارة الأموال هي جزء من شخصيتنا". "بعض عادات الإنفاق راسخة ومتأصلة، وبعضها الآخر يأتي من محيطنا أثناء نشأتنا، وقد تؤدي الظروف ذاتها إلى نتائج مختلفة حسب الشخص ذاته".
يُقصد بذلك أن منظور كل شخص عن المال يتشكل من خلال مجموعة من العوامل الفريدة مثل المواقف العائلية وتأثير الأقران والتجارب الفردية والتجارب السابقة ونهجنا المتطور في اتخاذ القرارات.
في سبيل تعديل وتصحيح عادات الإنفاق طويل الأجل وتوجيه سفينتك المالية نحو مياه أكثر هدوءًا وأستقرارًا (وأكثر ازدهارًا)، ترى نيوكومب أنه "غالبًا ما يُصبح السبب بنفس أهمية العمل".
اتبع نهج تقليل الإنفاق من أجل تحقيق وفورات كبيرة.
من المهم للغاية، أثناء العمل على التخلص من عادات الإنفاق السيئة المتأصلة، أن تتذكر أن ادخار المزيد من الأموال لا يعني بالضرورة حدوث تطور شامل لنمط الحياة. فيمكن أن يُصبح إحداث تغييرات قليلة بمثابة وسيلةً لإحراز تقدم وتحقيق بعض المكاسب السريعة القائمة على الزخم والدافع. ومن الناحية المثالية، يجب أن تتناسب التغييرات التي تُجريها مع نهجك المتبع في الإنفاق.
لتوفير المزيد من المال، عليك أولًا أن تدرك أسباب إنفاقك.
تعتقد نيوكومب أن طرق الإنفاق الفردي التي نتبعها تنحصر في نطاق يمكن تقسيمه إلى ست مجموعات:
منفق غير أناني
يُقصد به الميل إلى الإنفاق بسخاءٍ على الآخرين.
إذا كنت ممكن ينفقون المال بهذه الطريقة، فقد يؤدي سخاؤك المفرط في الإنفاق على الآخرين إلى زيادة أعبائك وبذلك سيبقى لديك القليل من المال الذي يمكن ادخاره.
إذا كنت منفقًا غير أناني، فحاول القيام بما يلي:
تحد نفسك لتوفير المال، وأبلغ الأصدقاء والعائلة بأنك ستعمل على ادخار الأموال واطلب منهم الانضمام لك ومشاركتك. عندما تتضح لك طريقة تعاملك مع الآخرين، سيُصبح لديك نظام دعم يُساعد على كبح سلوك الإنفاق.
ضع لنفسك حدودًا للإنفاق من أجل الحصول على مكافآت عند الوصول إليها. قد يُساعدك التسوق بمبلغ محدد من المال على تقييد الإنفاق المفرط.
المنفق من أجل الوضع الاجتماعي
يُقصد به الإنفاق الذي تحركه الرغبة في مواكبة أحدث الصيحات.
إذا كنت ممكن ينفقون أموالهم بهذا النمط، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى عدم استعدادك لحالات الطوارئ المستقبلية أو الأهداف طويلة الأجل مثل التقاعد.
إذا كنت تنفق كثيرًا على متطلبات المظهر الاجتماعي، فحاول القيام بما يلي:
ضع قاعدة لمدة 48 ساعة قبل أن تتسوق. يمنحك التأخير في إشباع رغباتك في الإنفاق هدنةً للتفكير في عملية الشراء وتحديد ما إذا كنت بحاجة إلى ذلك أم لا.
ضع في اعتبارك استخدام تطبيق التسوق الذي يتتبع المنتجات الموجودة في قائمة الشراء الخاصة بك. ابحث عن تطبيق لكي يُرسل إليك تنبيهًا عند طرح منتج لا غنى عنه للبيع.
منفق عفوي
يُقصد به شراء منتجات صغيرة لا تحتاجها بالضرورة على الفور:
إذا كنت تنتمي إلى هذه الفئة، فقد تؤدي بك المشتريات الصغيرة في نهاية الأمر إلى عجز كبير في خطة الادخار الخاصة بك.
إذا كنت منفق عفوي، فحاول القيام بما يلي:
حاول إحداث نوعًا من التوازن في الإنفاق، في كل مرة تنفق فيها أموالًا على منتجات غير ضرورية، ادخر مبلغًا مماثلًا.
تحقق من سياسات إرجاع المنتجات إلى بائع التجزئة، وضع في اعتبارك استخدام التطبيقات التي تساعدك على تتبع شروط الشراء وتسليم السلع المشتراة، التي تتضمن عادةً سياسات الإرجاع، لكي تتمكن من الاطلاع عليها بسرعة ودون عناء.