يتداول الناس فيما بينهم بعض الأفكار الخاطئة، ومن أمثلة ذلك يدعي البعض أنك بحاجة إلى المال لكسب مزيد من الأموال. لكن التعاون مع مستثمرين آخرين قد يوفر طريقًا سهلة للوصول إلى فئات مختلفة من الأصول دون حاجة إلى ضخ استثمارات كبيرة مقدمًا. وهذه هي الفكرة الأساسية التي تنطلق منها صناديق الاستثمار المشترك.
صناديق الاستثمار المشترك هي أداة استثمارية ميسورة التكلفة ومنخفضة المخاطر لتكوين الثروة، وتعتمد على جمع الأموال من العديد من الأفراد ومن ثم استثمارها في أوراق مالية متعددة بمعرفة فريق محترف. قد تشمل هذه السلة – التي تسمى محفظة الصندوق – مجموعة من الأسهم أو السندات أو أدوات سوق المال أو السلع أو الأدوات المرتبطة بالسلع أو مجموعة من فئات الأصول هذه، وذلك اعتمادًا على الاستراتيجية الاستثمارية للصندوق.
تعتمد الفكرة على قيام كل مستثمر بشراء سهم واحد أو أكثر في هذه الصناديق؛ وتمثل هذه الأسهم نسبة ملكيتهم في الصندوق والعائد المتأتي منه. يشتري العملاء هذه الأسهم بسعر يسمى صافي قيمة أصول الصندوق (NAV)، وهو سعر متغير على أساس يومي، و يتم احتسابه يوميًا عن طريق قسمة القيمة الإجمالية للأوراق المالية في المحفظة – ناقصًا أي التزامات – على المبلغ الإجمالي للأسهم القائمة.
دليل سريع لمختلف أنواع صناديق الاستثمار المشترك
هناك عدة أنواع مختلفة من صناديق الاستثمار المشترك المتاحة للمستثمرين في دولة الإمارات. وعادة ما يتم تصنيفها وفقًا لفئة الأصول الأساسية. تشمل الفئات الشائعة صناديق الأسهم، وصناديق السندات أو الدخل الثابت، وصناديق أسواق المال (التي تستثمر في سندات الدين قصيرة الأجل مثل سندات الخزانة الأمريكية)، وصناديق السلع أو المرتبطة بالسلع، والصناديق المختلطة وما إلى ذلك. يمكن للمستثمرين أيضًا استكشاف الأدوات الأخرى التي تتيح لهم الاستثمار في العقارات والمنتجات الإسلامية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية وغير ذلك.
في بعض الأحيان، يمكن تصنيف الأموال وفقًا لكيفية إدارتها. مثلا، الصناديق المدارة بشكل غير نشط تتبع أداء مؤشر أو معيار معين. في حين تعتمد الصناديق المدارة بشكل نشط على مدير محفظة أو فريق لتقرير طريقة توزيع الأصول الأساسية، عادةً بهدف تحقيق أداء أفضل من المعيار المحدد.
فوائد الاستثمار في صناديق الاستثمار المشترك
بغض النظر عن فئة الأصول الأساسية، تقدم صناديق الاستثمار المشترك العديد من المزايا للمستثمرين، أبرزها:
البساطة: تتسم صناديق الاستثمار بأنها غير معقدة ويسهل الاستثمار فيها بمبالغ منخفضة إلى حد كبير، فضلا عن أنه يتم تسعيرها مرة واحدة فقط في اليوم، ما يعني أنك ستكون في مأمن من الغموض الذي يكتنف تقلبات الأسعار خلال اليوم، بالإضافة إلى تجنب فروق أسعار العرض / الطلب التي تُضاف إلى التكاليف المرتبطة بالمعاملة.
التنويع: تمامًا كما هو الحال عند وضع كل بيضك في سلة واحدة، فإن وضع الأموال في سهم أو سند واحد يعرض المستثمرين أيضًا لمخاطر كبيرة لعدة أسباب مثل سوء تقدير أوضاع السوق من قبل الشركة القائمة على إدارة الصندوق. لكن الأمر مختلف مع صناديق الاستثمار المشترك، فبنفس المبلغ من المال، يمكن للمستثمرين الوصول إلى العديد من الأصول المختلفة عبر صندوق مشترك. وهذا التنويع ينطوي بطبيعة الحال على مخاطر أقل. وبالتالي، يمكن تعويض الخسائر في إحدى الشركات بأصول أخرى متفوقة الأداء ضمن المحفظة.
سهولة الاستثمار: يمكن شراء وبيع معظم الصناديق في أي وقت، إذ يمكنك ببساطة استرداد استثمارك على أساس صافي قيمة أصول الصندوق في يوم البيع أو الشراء، وهذا في حد ذاته يسهل عليك الحصول على أموال في الحالات الطارئة في وقت قصير. على هذا النحو، تعتبر صناديق الاستثمار المشترك استثمارات سائلة.
تعدد الخيارات: صناديق الاستثمار المشترك متاحة في كل سوق استثماري تقريبًا حول العالم. وبمعنى من المعاني، فإن هذه الصناديق تجلب حتى أغلى الأصول في متناول اليد.
الإدارة القائمة على الخبرة: من البديهي أن التوفيق بين متطلبات العمل والحياة والأسرة يعني أن معظم الناس لن يكون لديهم الوقت الكافي لمتابعة ومراقبة استثماراتهم بمختلف أنواعها - أو على الأقل اكتساب المعرفة اللازمة لإدارتها. وهنا تبرز مزايا صناديق الاستثمار المشترك المدارة بشكل نشط، حيث يتكفل مديرو الصناديق بإدارتها، وشراء الأوراق المالية وفقًا لخطة استثمارية محددة مسبقًا، بالإضافة إلى متابعة أداء المحفظة ووضعها على المسار الصحيح - وكل ذلك بهدف زيادة عوائد المستثمرين إلى أقصى حد. لذلك، إذا كنت قد تلقيت للتو مكافأة أو جمعت القليل من النقود في حساب التوفير الخاص بك، فلربما يجدر بك التفكير في صناديق الاستثمار المشترك المدارة بشكل نشط.
عيوب صناديق الاستثمار المشترك
من المهم ملاحظة أن صناديق الاستثمار المشترك تحمل عيوبًا أيضًا، فقد تتطلب بعض الصناديق تحمل مصروفات بنسب عالية. نسبة المصروفات هي مقياس لمقدار استخدام أصول الصندوق في النفقات الإدارية والتشغيلية الأخرى.
ثانيًا، على الرغم من أن المستثمرين يدركون عادةً أن رأس المال المستثمر والعائدات المستقبلية غير مضمونة، فإن صناديق الاستثمار المشترك المدارة بشكل نشط قد تفشل في تحقيق العائد المتوقع بمرور الوقت، وبالتالي قد يصبح أداؤها أسوأ من أداء السوق الأساسي. وهنا تكمن أهمية النظر في تقييمات الصندوق، واستشارة خبير مالي محترف قبل اتخاذ قرار الاستثمار.
أخيرًا، يمكن أن يؤدي توافر خيارات عديدة من صناديق الاستثمار المشترك إلى حالة من الحيرة والارتباك في اختيار الصندوق المناسب. ولهذا يُفضل أن تسعى أيضًا للحصول على استشارة مهنية من خبير مالي محترف لتحديد استراتيجية الاستثمار الصحيحة بناءً على إمكانياتك وأهدافك.