أدت الظروف الجارية التي فرضتها الجائحة إلى تسريع تبني الاقتصاد الرقمي الذي لم يترك أمام كل من الشركات والمستهلكين خيارًا آخر سوى التكيف مع هذا النموذج الجديد وبسرعة، لا سيما في ظل التحول الواضح إلى عالم الإنترنت. ربما يكون من المثير معرفة أن سلوك المستهلكين خلال الأشهر الماضية كان منصبًا بشكل كبير على تخزين ورق التواليت وقضاء جل أوقاتهم على الإنترنت.

ولم تهدأ مخاوف المستهلكين من نقص امدادات السلع الضرورية إلا بعد تدخل الحكومات وأصحاب المصلحة لضمان مرونة سلسلة التوريد وتوافر هذه السلع بكميات كافية. ونتيجة لذلك، تحول المستهلكون من حالة الذعر إلى فئتين عريضتين: أصحاب الدوافع "النفعية" (الرغبة في شراء الضروريات فقط)؛ والباحثين عن الإشباع الفوري لرغباتهم.

يبدو أن أصحاب الدوافع النفعية كانوا مدفوعين إلى حد ما بموقف متشائم. بمعنى أن المستهلكين في هذه الفئة كانوا قلقين بشأن التأثير الاقتصادي للأزمات الصحية ومن ثم فقد قرروا الادخار قدر استطاعتهم، والاقتصار في الإنفاق على الحاجات الضرورية فقط مثل الإيجار والتعليم والخدمات العامة والرعاية الصحية والمطهرات والبقالة (بما في ذلك مواد التنظيف المنزلية والأطعمة المعلبة).

وفي المقابل، كان لدى الباحثين عن إشباع الرغبات توقعات أكثر تفاؤلا. بمعنى أن المستهلكين في هذه الفئة، وعلى الرغم من قلقهم إلى حد ما بشأن الآفاق الاقتصادية، اختاروا مواصلة نمط استهلاكهم الذي يتضمن سلعًا وأمورًا غير ضرورية مثل الترفيه والكتب والإلكترونيات والديكورات المنزلية. ومع فرض عمليات الإغلاق والتشجيع على العمل من المنزل، بدأ الكثير أيضًا في الاستثمار في أجهزة صنع الخبز ومعدات اللياقة البدنية كطرق للحفاظ على لياقتهم البدنية والعقلية. ومن المثير للاهتمام أن أمازون أشارت إلى أن السلعة الأكثر طلبًا من قبل البالغين هذه الأيام هي ألغاز الصور المقطوعة.

بغض النظر عن الفئة التي تنتمي إليها، فإن شراء العناصر الأساسية فقط بدافع الخوف يمكن أن يسبب المزيد من القلق، كما أن الإنفاق ببذخ ليس دائمًا من الحكمة. وهنا، يمكننا أن نتفق على أن هناك حاجة لإيجاد توازن. لذا، كيف يمكنك التأكد من أنك تنفق المال بحكمة في هذا الوقت المضطرب؟

المدخرات

أصبح إنشاء الميزانية والالتزام بها الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى، فهي تساعدك في إعادة تقييم عاداتك في الإنفاق. اغتنم هذه الفرصة لتحديد الضروريات الحتمية، والأشياء التي يستحسن اقتناؤها، والأشياء غير الضرورية. ونظرًا لأن هذه الأوقات لا يمكن التنبؤ بها، فمن المستحسن بشكل خاص تخزين احتياطي نقدي ضخم. يمكنك بناء هذا الاحتياطي إما عن طريق التوفير في حساب توفير عالي الفائدة أو من خلال وديعة ثابتة. وهناك الكثير من التطبيقات المتاحة التي يمكن أن تجعل هذه العملية أقل تعقيدًا وتساعدك على البقاء على المسار الصحيح لتحقيق أهدافك المالية.

الاستثمار

هناك العديد من المحادثات المتعلقة بأسواق المال والأسئلة حول الإجراءات التي يمكن للأشخاص اتخاذها لضمان أمان استثماراتهم. هذه أوقات تختلف عما مر به معظم الناس في حياتهم، ومن الصعب التنبؤ بالتحول المستقبلي للأحداث. إذا كنت قلقًا بشأن محفظتك الاستثمارية، فعليك أن تسعى للحصول على مشورة مهنية. تحدث إلى خبراء الاستشارات المالية واترك لهم الفرصة للاهتمام باحتياجاتك المالية حتى تتمكن من التركيز على صحتك العقلية والجسدية.

المصاريف التقديرية

يمر العالم بأوقات صعبة هذه الأيام، لا سيما من منظور الصحة النفسية. لذا، من المفهوم أنك قد تشعر بالحاجة إلى التبذير في المشتريات التي توفر بعض أشكال الراحة. ومع ذلك، يجب أن تفكر في ما هو أبعد من السلع المادية والتسوق الطائش، وبدلاً من ذلك، فكر في اغتنام الفرصة للقيام بأشياء كنت ترغب دائمًا في القيام بها ولم يكن لديك الوقت. يمكن أن تكون هذه الأنشطة في شكل هوايات مثل الرسم أو تعلم العزف على آلة موسيقية أو لغة جديدة. عند اختيار بائع، يجب أن تفكر في الشراء من الشركات المحلية الصغيرة. فمن خلال القيام بذلك، يمكنك المساهمة في إطالة عمر هذه الشركات التي قد لا تتمكن من الاستمرار لولا دعمك. اجعل إنفاقك محسوبًا من خلال المساهمة في الاقتصاد المحلي، وهذا بدوره سيمنحك إحساسًا بالهدف والسيطرة.

في الختام، نحن نواصل التطور مع استمرار تفشي الجائحة. ومن أجل إيجاد التوازن الصحيح الذي يدعم رفاهيتك، فمن المهم تقييم عادات الإنفاق الخاصة بك. قم بتقييم وضعك الخاص وحدد ما هو الأفضل بالنسبة لك. قد تحتاج إلى تحديد ما إذا كان الادخار يمثل أولوية أو إذا كانت هذه هي فرصتك للتوجه إلى الاستثمار. يمكنك أيضًا التركيز على صحتك العقلية والإنفاق على الأنشطة التي تجلب لك إحساسًا بالهدف، أو قد يكون لديك خطط مختلفة تمامًا. بغض النظر عن المسار الذي تعتبره الأفضل بالنسبة لك، من المهم أن تتذكر أن هذه الجائحة ستنتهي في النهاية، وسنعود ببطء إلى أسلوب "العمل المعتاد". دعونا نتصرف بحكمة، ماليًا وعقليًا، وهيا بنا نستعد لمواجهة البدايات الجديدة.

إخلاء مسؤولية: المنتجات الاستثمارية ليست وديعة بنكية وهي غير مضمونة من قبل الحكومة، ولا تحمل أي ضمانات بنكية، و قد تفقد قيمتها في أي لحظة.

بهار العوضي هي أم عاملة تعمل بدوام كامل في مجال إدارة المواهب، وهي أيضًا كاتبة عمود في مجلة سيل الإلكترونية. تكتب بهار في مجموعة من الموضوعات بما فيها التعليم والصحة العقلية والأعمال التجارية وغيرها من القضايا المجتمعية السائدة.